حرمة الاحتفال باعياد الكفار

حرمة موالاة المشركين والاحتفال بأعيادهم

إن المتأمل لنصوص الكتاب والسنة يجد أنه لا يوجد حكم بعد الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، لا يوجد حكمٌ أظهرُ ولا أبينُ ولا أكثرُ من تحريم موالاة الكفار, والتحذير من ذلك ، قال الله تعالى لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ ) ، وقال تعالى مبيناً أن الموالاة إنما تكون بين الكافر والكافر ولا تكون بين المؤمن والكافر ,وأنها إذا كانت كذلك من المؤمنين فقد وقعوا في الفساد الكبير المتمثل في موالاتهم ، قال تعالى وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) ، والفساد الكبير هو اختلاط أمرهم وانتشار باطلهم وإظهار مودتهم والرضا بما هم عليه.
- ومما يدل على خطورة موالاة الكفار ومحبتهم أن الله قدَّم البراءة منهم على النهي عن الشرك, والسبب في ذلك أنه قد يكون في الناس من لا يشرك بالله شيئاً، لكن قد يكون فيهم من يوالي أهل الشرك ويترك بغضهم.
قال تعالى قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) .
- إن الناظر لأحوال المسلمين اليوم يجد أنهم قد وقعوا في محاذير كثيرة في علاقتهم مع الكافر ، كلها تصب في قالب الموالاة ,ومن ذلك محبتهم ونصرتهم وتأييدهم والفرح بما عندهم, وتوقيرهم والثناء عليهم ,,واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين وتسميتهم إخواناً ,والتورع في إطلاق لفظ الكفر عليهم واستبشاع ذلك, مع أن الله تعالى هو الذي سماهم كفاراً بنص القرآن في آيات عدة فقال جل وعلا لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) ، ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ) ، فتنزلنا معهم في بادئ الأمر فى تسميتهم إخوانٌ لنا ,ثم بأهل الكتاب ,ثم خرج علينا مصطلح ( نحن والآخر !! ) كل ذلك مداهنة لهم ولو كانت على حساب الدين.
إن من صور موالاة الكفار الخطيرة، والتي لا يتفطن لها كثير من المسلمين اليوم ( الاحتفال بأعياد الكفار وإظهار الفرح والسرور فيها ) حتى أصبحت أعياداً تضاهي في إظهارها وإبرازها أعياد المسلمين إن لم تكن قد فاقتها اهتماماً، ساعد على ذلك ضعف دين الكثيرين تارة، وجهلهم بحرمة الموالاة تارة أخرى، وأعان على ذلك إعلام مُؤثِر أعلى وأظهر وأبرز كل مظاهر الإحتفالات عند الكفار، حتى ما تستبشعه النفس وتستقذره الفطرة من إظهار المجون والخنا وشرب الخمر ومعاقرة الكبائر التي تصاحب ليلة رأس السنة وذلك كل سنة.
* وحتى يعلم كل مسلم منَّ الله عليه بهذا الدين ، كي يعلم حكم الله تعالى في هذه الأعياد، لابد أولاً من التجرد من الهوى, واستشعار نعمة الهداية للإسلام، ومقارنة الحال بأحوال الأمم الكافرة التي انغمست في الانحلال وتردت في الرذيلة, حتى أصبحت تتورع عن مشاركتها البهائمُ والحيوانات.
أما حرمة الاحتفال بأعياد الكفار فهي أظهر من أن تُظْهر وأبين من أن تبين، لكن لمَّا خفي الحق واْلتَبَسَ أمره وجَبَ حينئذٍ البيان والتوضيح ,فأقول مما يدل على حرمة الاحتفال بأعياد الكفار ما يلي:
1) أولاً: أن الله تعالى حرَّم شهود أعياد الكفار والمشركين قال تعالى في وصف المؤمنين وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) فُسر شهود الزور بحضور أعياد المشركين.
وقال عبدالله بن عمرو: من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة.
2) ثانياً: مما يدل على حرمة الاحتفال والمشاركة في هذه الأعياد الكفرية أنه من المعلوم والمقرر شرعاً أن الأعياد هي أظهر شعائر الأديان ولهذا كان لكل دين عيداً، ولهذا نقول ما الفرق بين أن تحرم على نفسك صلاة النصارى وبين أن تحتفل بأعيادهم ؟ الجواب لا فرق إذ من سوغ لنفسه الاحتفال بأعياد النصارى لزمه كذلك أن يجوز لنفسه صلاتهم وصيامهم وسائر طقوسهم الكفرية.
3) ثالثاً: الاحتفال بأعياد الكفار نوعٌ من التشبه بهم والتشبه بالكفار محرم لقوله r من تشبه بقوم فهو منهم ) ، وهذا الوعيد متضمنٌ للوعيد الشديد ويختلف الحكم باختلاف الصورة المتشبه بها فقد تكون كفراً وقد تكون كبيرة من الكبائر.
4) رابعاً: أن الاحتفال بأعيادهم يورث محبتهم ومودتهم وقد نهى الله عن ذلك في آيات كثيرة قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء ) وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ) ومعلوم أن الله جبل النفوس على الميل تجاه من يشاكلها وهذا ظاهر, فالغريب في غير بلده يميل إلى من كان من بلده في بلد الغربة، بل حتى إن المرء يميل إلى من يشاكله في اللبس ولون الثوب وحتى شكل السيارة التي يركبها، فإذا كان كذلك فكيف بمن تشبه وشاكل غيره في عيده وفرحه ويوم سروره؟ قال ابن مسعود : لا يشبه الزي الزي حتى يشبه القلب القلب.
5) أسأل كل مسلم عاقل هذا السؤال لو أن أحد شتم أباك أو أخاك أو انتقص عائلتك وقبيلتك لملأت الدنيا صراخاً وعويلاً، ولهددت وتوعدت وانتقمت، بينما نرى هؤلاء النصارى يشتمون الله بالليل والنهار وفوق كوننا لم ننتصر لربنا وديننا فوق هذا كله احتفلنا بشتمهم للرب جل وعلا بل وهنأناهم بذلك!! هذا هو الواقع المؤلم وللأسف, قال تعالى في الحديث القدسي شتمني ابن آدم ولا ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فزعمه أن لي ولد وإني لم أتخذ صاحبة ولا ولداً ) وقد اضطربت المخلوقات لعظم هذه المقالة الظالمة والكلمة الجائرة قال تعالى وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً "88" لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً "89" تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً "90" أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً "91" وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً "92" إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً "93" لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً "94" وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً "95" ) .
وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه، أننا قابلنا إساءتهم لله تعالى وانتقاصهم الرب جل وعلا قابلناه بالفرح والسرور فقولنا لأحد هؤلاء ( عيد مبارك ) أتدورن على ماذا يُباركون !! على عبادة الصليب ونسبة الولد لله والكفر به سبحانه وتعالى!!!
6) إن الاحتفال بهذه الأعياد المحرمة وإظهارها والمشاركة فيها وبيع وشراء ما يخصها محرم ولا يجوز والله يقول وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).
7) إن إظهار الاحتفال بهذه الأعياد الشركية إظهار للضعف والخور والتبعية لهؤلاء الكفار ولهذا لو سألنا أنفسنا سؤالاً كم من الكفار من يحتفل بأعياد المسلمين ؟ بينما كم من المسلمين من يحتفل ويبتهج بأعياد الكفار ؟ لنرى حجم الانهزامية عند المسلمين وحجم الذل والتبعية حتى في ما لا ينتفع به المسلمون ، يصدق فينا قوله r لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) ، وتتجلى صور التبعية لهؤلاء ، ما نراه من مباشرة كثير من المسلمين لمظاهر وطقوس النصرانية دون معرفة لما حوته هذه الطقوس والشعائر، ومن ذلك شجرة الميلاد، والابتهاج بشخصية بابا نويل ، وارتباط الديك الرومي والخمر في هذه الليلة تحديداً وحتى نعرف أن لها حقائق عقدية دينية وليست قضية عادات لا تمثل في دينهم شيئاً تعالوا لنتعرف على شئ من ذلك:
1) بابا نويل : حقيقته راهب كان اسمه (سانتا كلوز) ترجمته إلى العربية (بابا نويل) وكان راهباً نشطاً يسعى لنشر النصرانية في نفوس أطفال الرومان عبر الحلوى وتقديم اللعب والهدايا ويعتقد النصارى أنه القديس المخلص للأطفال من الشرور , ويوهم النصارى أطفالهم ليلة رأس السنة حيث يستيقظون من نومهم فيفاجأون بوجود اللعب والحلوى عند أسرتهم يوهمهم آباءهم وأمهاتهم بأن بابا نويل أحضرها لهم من الجنة من عند يسوع!!.
2) شجرة الميلاد (الكريسمس) يعتقدون أن الوثنيين ربطوا المسيح لما كان طفلاً صغيراً ولما هموا بذبحه هرب الطفل من بين أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً أنه إله الرفق والسلام ويعتقد النصارى أن هذه الشجرة تطرد الشياطين.
3) أما الديك الرومي فيعتقدون أن النصارى لما أصابهم الجهد والبلاء حينما نكل بهم الوثنيون، فلما فروا إلى الأرض الجديدة كانت أول وجبة طعموها بعدما أصابهم من الجوع هو ( الديك الرومي ) ولهذا لا تخلوا موائدهم منه فى أعيادهم .
4) أما الخمر فالنصارى يتعمدون شربه في هذه الليلة لأنهم يعتقدون بأنه آخر شراب شربه المسيح قبل قتله ( بحسب ما يعتقدون وإلا فالمسلمون يعتقدون أنه رفع إلى الله تعالى وأنه عليه السلام منزه عن شرب القاذورات) ، قال الله جل وعلا وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) قالوا بأن آخر طعام شربه قبل قتله هو الخمر وكذبوا , فالخمر والخنزير ليس من شريعة عيسى، ولهذا ما نراه من الإفراط في شرب الخمر حتى إنهم يعتقدون أن من شرب من آخر كأس من قنينة الخمر سيكون سعيد الحظ، وحينها نرى ارتباط الخمر وما يجره في تلك الليالي من فساد وفجور ودعارة شاكلهم فيه كثير من أبناء المسلمين دون عقل ولا بصيرة.
وأخيراً وبعد كل ما ذكرنا :
1) تبين لنا من خلال الأدلة الكثيرة حرمة موالاة المشركين ومحبتهم وإظهار الفرح والسرور بأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
ويدخل في حرمة مشاركتهم جميع صور المشاركة من تهنئة وفرح وإظهار أعياد وإهداء الورود والهدايا واللعب والحلوى وقول ( كل عام وأنتم بخير ) كما تتناقله رسائل الجوال والتوسعة على العيال قال الذهبي: إن قال قائل إنما نفعل ذلك من أجل الأولاد والصغار ؟ فيقال : أسوأ الناس حالاً من أرضى أهله وأولاده بما يسخط الله عليه.
2) ثانياً: لا يقبل الله ديناً غير الإسلام، وما عداه من الأديان فهي ملل كفر إن لم يتب منها أصحابها ويرجعوا إلى الإسلام فهم خالدون مخلدون في نار جهنم قال تعالى وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
وقال r والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودياً كان أو نصرانياً ثم لم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار ).
3) من نواقض الإسلام التي قررها العلماء عدم تكفير الكافر أو حتى الشك في كفره قال إمام الدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر ).

يسلمواااااااااااا
كتير الموضوع روعة اخي داوود
واتمنى من الجميع الاعتبار والمعرفة

مشكور كتير
وان شاء الله في ميزان حسناتك

يسلمواااااااااااا
كتير الموضوع روعة اخي داوود
واتمنى من الجميع الاعتبار والمعرفة

مشكوورررررررر